تقع قرية رأس مدركة في ولاية الدقم بالمنطقة الوسطى وبالتحديد في جنوب
شرق الولاية وتبعد عن وادي صاي مركز الولاية بمسافة (75) كيلومترا، والوصول
للقرية يرتبط بأكثر من طريق وأهمها الطريق المؤدي من محافظة مسقط مرورا
بولاية المضيبي في المنطقة الشرقية ومنها بولاية محوت بالمنقطة الوسطى
ومنها لولاية الدقم ولمسافة حوالي (600) كيلو متر
حتى مركز الولاية بمنطقة
وادي صاي وهذا الطريق يسهل عملية الوصول للقرية لجميع القادمين من محافظتي
مسقط ومسندم ومنطقتي الباطنة والشرقية، أما القادمين من محافظة البريمي
ومنطقتي الظاهرة والداخلية بإمكانهم سلك الطريق المؤدي من منطقة فرق بولاية
نزوى في الطريق المؤدي للمحافظة ظفار وعند الوصول لولاية هيماء بالمنطقة
الوسطى يتجه شمالها في الطريق المؤدي لولاية الدقم ولمسافة (160) كيلومترا
وقبل الوصول للمنطقة وادي صاي بمسافة (17) كيلومترا يتجه جنوباً أي يمين
تقاطع الجازر - الدقم ولمسافة (58) كيلومترا للوصول لقرية رأس مدركة،
وللسائحين القادمين من محافظة ظفار يسلك الطريق من المحافظة إلى محافظة
مسقط وعند الوصول لولاية هيماء يسلك الطريق السابق نفسه للوصول للقرية، أما
الطريق الآخر من ولاية ثمريت عن طريق منطقة مرمول بولاية الجازر ومرورا
بمناطق ريما والكحل ثم الاتجاه شمالا لوية الدقم عبر قرى هيتام وديثاب
وثلين وجويرة وصولا لقرية ظهر ومنها لمسافة (25) كيلومترا للقرية البديعة
رأس مدركة، ولكن الطريق الأخير لا يستخدم كثيراً للوصول للقرية بحكم طوله
وكذلك كثرة التعرجات به مما قد يؤخر الوصول إليها وخاصة للسائحين الذين
يقومون بالزيارة لتلك المناطق للمرة الأولى.
الأماكن السياحية
قرية رأس مدركة بطبيعتها هي مكان سياحي جذاب لما تضمه من أماكن جميلة
وأخاذة وكون القرية قرية ساحلية فإن القادم إليها سيطل عليها وهو نازل من
الجبل الذي يستقبله قبل وصوله إليها وهذه طبيعة المناطق الساحلية، حيث
ستتمتع قبل الوصول للقرية بمشاهدة المنظر العلوي لها وأنت على الجبل قبل
النزول، وهذه ميزة قد يجدها الزائر في القرية حيث في معظم فصول السنة تجد
الضباب يغطي سماءها وكذلك الهواء العليل بفضل اتساع رقعة الشواطئ الناعمة
بها، وروعة المنظر وأنت تقف على سفح الجبل ترى القرية وزرقة البحر وقد رسمت
لوحة بديعة تجسد تداخل المياه باليابسة والمنازل المطلة على البحر في لوحة
جمالية ساحرة، ومن الأماكن التي يقصدها السائح للقرية وقبل وصوله القرية
منطقة رأس مركز الذي يستطيع السائح الوصول إليه وهو قادم من مركز الولاية
صاي وبعد قرية ظهر وبمسافة (5) كيلومترات يتجه يساراً ولمسافة (14)
كيلومترا ليطل على المنظر الجميل عند وصوله للرأس وذلك لتداخل ألسنة الجبال
وبقدرة إلهية مع مياه البحر حيث بإمكان الوقوف على تلك الألسنة لتجد
المياه قريبة منك وكأنك تقف في وسط البحر، ويكثر قدوم السائحين لهذا الرأس
خاصة في فصل الصيف للجو الخريفي الذي يغطيه لفترات طويلة، وباعتبار رأس
مركز منتجعا سياحيا طبيعيا فإنه بحاجة ماسة لمرافق تخدم السائحين وطريق
معبد يسهل وصولهم كون الطريق الحالي المؤدي إليه هو طريق ترابي تقوم الجهات
المعنية بتهيئته بصورة مستمرة.
ومن الأماكن التي يقصدها الزائر للقرية
كذلك شاطئ رأس مدركة الذي يمتد لمسافة طويلة مع وجود الرمال الناعمة التي
يجد السائح فيها نوعا من الاستجمام حيث يمارس البعض رياضة ركوب الأمواج في
بعض أوقات السنة لارتفاع نسبة الأمواج مما تساعد على ممارسة تلك الرياضة
وكذلك صيد الأسماك في ذلك المكان بالتحديد لوفرة الأسماك بمختلف الأنواع
حيث يجد السائح فرصة لتناولها على وجبة الغداء وبصورة مستمرة، وتكثر في
الشاطئ الطيور البحرية وبعض الكائنات البحرية الأخرى مثل سرطانات البحر،
وقد ساهم وجود الطريق المعبد في زيادة أعداد السائحين لذلك المكان خلال
العامين الماضيين وكذلك استقطب الشاطئ الكثير من الملتقيات الطلابية
والأندية العلمية لطلبة مدارس السلطنة وطلبة جامعة السلطان قابوس لاسيما
لإجراء البحوث العلمية بالقرية لما تتمتع به القرية من تضاريس متنوعة تساعد
على ذلك، ومن هذا المنطلق والأماكن الغنية بالقرية فإن مطالبة الجهات
المعنية وفي مقدمتها وزارة السياحة بتكثيف الجهود على تطوير وتهيئة تلك
الأماكن بالمرافق الخدمية الضرورية التي يحتاج إليها السائح والزائر
للمنطقة كون طبيعة السلطنة ترسم الكثير من المعالم الجميلة لأنها غنية
بالتضاريس والتكوينات الجيولوجية المختلفة التي تجعلها متنفساً ومقصداً
سياحيا داخلياً للمواطن والمقيم بأرض السلطنة، وهذه الجهود بالتأكيد هي
سياسة وضعتها الوزارة بالحسبان.
إرسال تعليق