من اعتقد أن التواضع الانتاجي الرمضاني على الشاشات المحلية العام الفائت، كان سببه كأس العالم حصراً، أخطأ الحساب. هذه السنة لا كرة قدم والحال أسوأ، والأزمة المالية تتحكم بخيارات المحطات التي لن تستطيع البذخ كما تشتهي وستعتمد سياسة «ترشيد الانفاق».




قبل نحو شهر من انطلاق الشهر الفضيل لا تزال معظم المسلسلات التي تصوّر، خارج تحديد أماكن عرضها، أو على الاقل حددت 20 في المئة فقط من المحطات التي اشترتها. هذه المماطلة اسبابها عدة، منها ان معظم المحطات يحاول التأخر قدر الامكان في حزم أمره، من أجل مراقبة قرارات المحطات المنافسة، او بهدف تأخير الدفعات قدر الامكان وسط الأزمة الضاغطة، او بنيّة «زرك» المنتج في اللحظات الاخيرة بأسعار ملائمة أكثر من المعروض حاليا.
«المستقبل» كانت الأكثر سرعة، فحزمت أمرها باتجاه «بنت الشهبندر» و»تشيللو» و»ذهاب وعودة»، فيما MTV ستكتفي على ما يبدو بـ»24 قيراط»، الذي ستخصص له حملة اعلانية من المتوقع ان تؤتي ثمارها. وفي جعبة LBCI «قلبي دق»، و»باب الحارة»، بينما يتجه «الجديد» الى الانتاج المحلي في «احمد وكريستينا». و»المنار»، كالعادة، يحجز مشاهديه لعمل مقاوم يحمل السنة عنوان «درب الياسمين». لكن في الواقع ما يصور من أعمال أكثر بكثير مما يجري تداوله، أو مما تتحمله السوق. لذا ما سنسمعه تباعا هو تأجيل عرض عدد من المسلسلات العربية، واخرى لن تجد سوى تسويق متواضع لها في عرضها الاول. وطبعا سنسمع بممثلين وتقنيين لن يقبضوا كامل أجورهم و»بنشر غسيل» اعتدنا عليه.
اذا «موضة» السبعة مسلسلات على شاشة محلية واحدة ولت ولا تبدو واردة في الأفق. الحل بالمزيد من «التوك شو» وبرامج الطبخ والمسابقات التي تشرك المشاهدين ولو للحصول على هدايا متواضعة. وطبعا الصراع على «الرايتينغ» سيبقى سيد الموقف، وكل محطة ستدّعي أنها الاولى، وفق حسابات تفصلها على قياسها.
اما على الصعيد الدرامي فالحكمة تقضي مستقبلا بالإقلال من كمية الاعمال التي تنتج، في مقابل تعاون المنتجين بعضهم مع بعض لإنتاج مسلسلات أكثر ضخامة تحدث خرقا في المشهد المألوف. « النهار اللبنانية»

إرسال تعليق

 
Top